مشاركة في العدد الجديد

المشتريات الخضراء – سلاسل الإمدادGreen Procurement – Supply Chains

إيناس أحمد خبير سلاسل الإمداد

تقنية المشتريات الخضراء أصبحت جزءاً أساسياً من إستراتيجيات الإستدامة التي تتبناها العديد من الدول والشركات حول العالم.

المشتريات الخضراء، أو المشتريات المستدامة، هي إستراتيجية تهدف إلى الحصول على المنتجات والخدمات بطرق تراعي التأثيرات البيئية والإجتماعية والإقتصادية. تتجاوز هذه المشتريات الإعتبارات التقليدية مثل التكلفة والجودة، وتركز بشكل كبير على الإستدامة والتأثيرات الأخلاقية والبيئية للأعمال التجارية.

تتضمن المشتريات الخضراء تقييم دورة حياة المنتجات، من الإنتاج إلى التخلص منها، بهدف تقليل الإنبعاثات الضارة والحد من إستهلاك الموارد.

المشتريات الخضراء تتضمن إتخاذ قرارات الشراء التي تراعي التأثيرات البيئية والإجتماعية عبر دورة حياة المنتج. هذا يعني تقييم تأثير إنتاج ونقل وإستخدام والتخلص من المنتجات على البيئة والمجتمع.

يُنظر إلى هذه المشتريات على أنها خطوة أساسية نحو تحقيق التوازن بين تلبية الإحتياجات الحالية وضمان مستقبل مستدام.

من ناحية أخرى، تُعتبر المشتريات العامة الخضراء ذات تأثير كبير على مستوى الحكومات، حيث يمكن أن تسهم في تقليل الإنبعاثات الكربونية بشكل كبير وتعزيز الممارسات الأخلاقية.

من الفوائد الرئيسية لهذه المشتريات تحسين الأداء البيئي للشركات، تعزيز سمعتها، وزيادة فرص الوصول إلى أسواق جديدة.

من ناحية أخرى، تُعتبر المشتريات العامة الخضراء ذات تأثير كبير على مستوى الحكومات، حيث يمكن أن تسهم في تقليل الإنبعاثات الكربونية بشكل كبير.

يمكن أن تؤدي المشتريات الخضراء إلى خفض ما يصل إلى 15% من إنبعاثات غازات الإحتباس الحراري العالمية.

دور الحكومات في المشتريات الخضراء

الحكومات لها دور كبير في تعزيز المـشتريات الخضراء من خلال سياسات وتشريعات تشجع على الإستدامة. يمكن أن تسهم المشتريات العامة الخضراء في تقليل الإنبعاثات الكربونية وتحقيق الأهداف البيئية على نطاق واسع. على سبيل المثال، يمكن للحكومات من خلال عقود المشتريات الكبيرة التأثير بشكل كبير في خفض الإنبعاثات وتحفيز السوق على الإبتكار في المنتجات الخضراء.

كما إن تعزيز المشتريات العامة الخضراء، أي شراء المنتجات والخدمات التي تتوافق مع معايير الإستدامة والبيئة. نجد أن التوعية والتثقيف من الأدوات التي يجب علي الحكومات إستخدامها  لأن الوعي مهم للممارسات البيئية الخـضـراء وتـثقيف الجمهور حول كيفية

إختيار المنتجات الخضراء والمستدامة.

ويمكن الإشارة إلي تشجيع الإبتكار والتطوير: دعم الأبحاث والإبتكارات التقنية التي تسهم في تطوير منتجات وتقنيات أكثر إستدامة. و الشراكات والتعاون الدولي: التعاون مع الجهات الدولية والمنظمات غير الحكومية لتبادل المعرفة والخبرات في مجال المشتريات الخضراء وتعزيز الجهود البيئية.

تقديم حوافز مالية مثل الإعفاءات الضريبية أو الدعم المالي للشركات التي تعتمد ممارسات خضراء وتنتج منتجات بيئية من شأنها أن تؤثر ويمكن للحكومات التعامل بها.

يمكن تحفيز السوق نحو المنتجات الخضراء من خلال الإستثمار في البحث والتـطـويـر بـدعـم الأبـحـاث والإبـتكارات التقنية التي تهدف إلى تطوير منتجات أكثر إستدامة وفعالية من الناحية البيئية. و تطوير البنية التحتية بالإستثمار في تطوير البنية التحتية اللازمة لدعم إستخدام المنتجات الخضراء، مثل شبكات النقل العامة ومحطات الشحن الكهربائية.

بشكل عام تحفيز السوق نحو المنتجات الخضراء يتطلب جهود متكاملة تشمل السياسات والتشريعات، والتوعية والتثقيف، والحوافز المالية، والإستثمار في البحث والتطوير، والتعاون والشراكات الفعّالة.

رغم إن هذه التقنية تعد مكلفة وباهظة الثمن ولكن تساعد على المدي البعيد في تعزيز المشتريات الخضراء وبالتالي تؤثر علي البيئة بشكل إيجابي ومستدام.